المشكلة: أنا فتاة في كلية الطب في السنة الثانية، وأحب شابًا متخرجًا من كلية العلوم، واستطاع انشاء معمل للتحاليل وأصبح أخصائي ويعمل باجتهاد، وحدثني أنه يريد خطبتي وأنه سياتي مع أسرته لذلك بمجرد انتهاء العام الدراسي الحالي، ومشكلتي أنني مدللة عند أهلي، وهم يفتخرون بي بأنني سأصبح ابنتهم "الدكتورة" ولذلك كانت صدمتي كبيرة عندما تحدثت مع والدي عن هذا الشاب، وفوجئت برفض والدي للأمر، ومن يومها وأنا حياتي متوقفة، وسبب رفض والدي أنه ليس طبيبًا وهو يريدني أتزوج من طبيب مثلي، فطلبت من هذا الشاب ألا نتحدث حتى أستطيع اقناع أهلى خاصة والدي، وأنا أصبحت لا أذاكر كما كنت، ومستوايا الدراسي في تراجع في الكلية. أنا مشوشة، وغير قادرة على التفكير، هل الحب حلال أم حرام، هل الحب والزواج بالكليات، لماذا لا يسمحون لي بالزواج ممن أخلاقه طيبة ويحبني وأحبه؟ ما الحل؟
الحل: أقدر مشاعرك وما تعيشينه من صراع داخلي بين ما تريدينه ويريده أهلك يا عزيزتي، وأرجو أن تجدي عبر السطور التالية ما ينير لك طريقًا لحل المشكلة. أولًا كل أسئلتك مشروعة يا عزيزتي، وكل ما يقلقك وضايقك، ما هو مطلوب منك هو القبول لوجود "خلاف" بين وجهات نظر أجيال، وأن هذا منتظر ومتوقع، ونحن بحاجة لتغيير فكرة "لماذا" حدث هذا، حتى يمكننا أن نغير مشاعرنا فنخفف على أنفسنا رد الفعل، ولا نحاصرها في هذه الكومة من المشاعر السلبية المعطلة، وهاهي بالفعل قد سيطرت عليك وعطلت مراكز التفكير عليك، وأصبحت لديك معاناة اضافية تتعلق بالدراسة! كل ما هو مطلوب يا عزيزتي أن تهدأي وتطمئني نفسك بأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعرف أن لغة المشاعر لا تعرف المنطق، وأنه لا معايير للحب، واحترم جدًا مشاعرك تجاه الشاب خاصة أنه وكما يبدو جادًا ومستقيمًا وغير متلاعب، ولكن ما حدث ليس نهاية العالم. يمكنك الآن الصمت، لنصمت حتى تهدأ العاصفة، نهتم بما نحن فيه "هنا والآن" وهو الاستعداد لإنهاء العام الدراسي وامتحاناته، وفي مخيلتك هدفك، وأن ذلك سيساعدك على اتمام مشروع الزواج وليس العكس، وأن أي انتكاسة دراسية ستخصم من سنوات سعادتك المرتقبة. لا بأس يا عزيزتي أن نحتفظ ولو لبعض الحين بمشاعرنا، وخططنا المستقبلية، هذا من ناحيتك، ومن ناحية خاطبك يمكنه الانشغال في المزيد من تحقيق نجاحه المهني، فالوقت جزء من العلاج، لا أقول لك انهي علاقتك به، فلو أن اعتراض والدك بسبب يتعلق بالأخلاق أو الدين لكان محقًا، أما رفضه بسبب "الكلية" فهذا رفض يتعلق برأيه وليس بالزواج عمومًا فالبطبع الزواج ليس بالكليات ولا المعاهد، ولكن اقناعه سيتطلب وقتًا، فلنمنح أنفسنا هذا الوقت، ولنمنح أنفسنا الفرصة أثناء هذا الوقت لأن نظهر استقلاليتنا، وحقنا في اتخاذ قرارتنا، ولنثبت بالدليل والحجة أنه الإختيار المناسب، فاهدئي، واطمئني، وأحسني الظن بالله، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك