يقال إن الملح و الطعام المالح يساعدان على ارتفاع ضغط الدم ؟
إن هذا الرأي مبني على أساس أنه اقترحت في الولايات المتحدة منذ مدة وجيزة طريقة لعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم بواسطة الحمية مع كمية محدودة جدًا من ملح الطعام .
ولا يجوز إنكار أن مثل هذه الحمية تساعد أحيانًا على انخفاض ضغط الدم عند المرضي و تحسين مزاجهم، و لقد وضعت أيضًا في معهد التغذية بموسكو قوائم طعام متشابهة ( مثل القوائم المبنية على الفاكهة و غيرها )، و لكن هدف الحمية هو العلاج لا الوقاية، على أنه لا يمكن القول إنه كلما قللت من تناول الأملاح منذ الطفولة – كلما ازدادت الفرص للوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم .
و قد أجريت منذ مدة قريبة دراسة حول مدي انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم في اليابان و الهند و لبنان و غيرها من البلدان، فكانت النتيجة أن مدى انتشار هذا المرض واحد في كل من هذه البلدان، و قريب من مدى انتشاره في أوروبا ( و إن كانت قد أجريت في الحقيقة هذه الدراسات في المدن الكبيرة فقط، فالحياة في المدينة العصرية الكبيرة في آسيا لا تختلف كثيرًا عن الحياة في مدن أوروبا و أمريكا )، و لم يجد المؤلف أية علاقة بين مدى انتشار ارتفاع ضغط الدم في مختلف الأقطار بكمية الملح المستعمل مع الطعام، و من الجدير بالذكر أن المرضي المصابين بارتفاع في ضغط الدم يفقدون مع البول كمية من الملح أكبر نوعًا ما من الكمية التي يفقدها الأصحاء؛ و لذلك فإن تحديد كمية الملح المأخوذة مع الطعام لمدة طويلة إن لم تكن هنالك ضرورة لذلك، من المحتمل أن يكون حتى مضرًا .