المشكلة: أنا فتاة ليبية وأحب شخصًا مغربيًا، ومشكلتي أن حياتي مع أسرتي بائسة، فوالدي كثير المال وبخيل، ونعيش بسببه في بؤس، كما أنه عنيف مع أمي ويضربها، ويهيننا، ويرفض كل من يتقدم لخطبتي. أخاف هذه المرة لو تقدم المغربي الذي أحبه لخطبتي ألا يكتفي والدي بالرفض بل يشكوه في الشرطة ويحبسه، ما الحل؟
الحل: أقدر مشاعرك يا فتاتي الطيبة وما تعانيه من حيرة وصراع وأرجو أن تدلك السطور التالية على ما يعينك على سلوك الطريق الرشيد لحياتك. ما كنت أود أن يكون جزء من دافعك للزواج يا صغيرتي هو سوء الأجواء الأسرية التي تعيشين فيها، أما وقد شاءت الأقدار ذلك، وليس بيدك تغيير طباع ولا طريقة والدك – سامحه الله- ولا أجواء أسرتك المضطربة الطاردة، فكل ما أريده ألا تدفعك رمضاء أسرتك للإلقاء بنفسك في نيران زيجة غير مناسبة. فهذا هو أسوأ ما يمكن أن تفعله بنا الأجواء الأسرية السيئة والمضطربة التي نعيش فيها، فننتقل من تعاسة إلى أخرى، ومن ضيق إلى ضيق مختلف في طبيعته لكنه يظل"ضيق"! نتوهم الحب وهو ليس حبًا، ولكن شعورنا بأننا ضحايا هذه الحروب الأسرية، وما تخلفه بنفوسنا من دمار شامل لا يجعلنا نرى هذه المشاعر سوى أنها "حب"! في العلاقات يا عزيزتي سواء كانت أسرية أو عاطفية زوجية، هناك ثلاثة أدوار هي"فخاخ" ينبغي أن نحذرها، ونجنب أنفسنا الوقوع فيها، وهي "الضحية"، "المنقذ"، "الجاني". لذا ينبغي أن تنتبهي لذلك جيدًا، لابد ألا تتسرعي في أي علاقة عاطفية للنجاة، لابد أن تكون مناسبة بالفعل لك قدر المستطاع، فإذا كانت أقدارنا لا تمنحنا فرصة اختيار أهلينا وعائلاتنا وأسرنا فإن الأقدار منحتنا فرصة أن نشارك في اختيار أزواجنا. ما أقوله لك يعني أن تفكري أنت في البداية وقبل أن تخشي على حبيبك المغربي الرفض والحبس، هل هذا الشخص مناسب لك بالفعل، هل طباعه جيدة ومنسجمة مع طباعك، عاداته، تقاليده، إلخ؟! ولو كانت اجابتك هي نعم، فهل هو مستعد لقبول الرفض والاستماتة وتحمل كل شيء وبذل الوسع لإقناع والدك والزواج بك، هل هو متمسك بك بالفعل، هل لديه خطة للتعامل مع "رجل" مثله هو أبيك، وبطبيعته التي يعرفها من خلالك، أم أنه يلقي عليك بتبعات كل شيء، فتناضلين أنت لكي يقبله والدك ثم تكتئبين عندما يرفض ثم تشعرين بالذنب لو اشتكاه في قسم الشرطة؟! ما أريد قوله يا فتاتي الطيبة هو أن ظروفك الأسرية الصعبة هذه تتطلب منك اختيار لرجل حقيقي، يريدك بحق ومناسب ومستعد للزواج ولا يوجد ثقبًا يمكن لوالدك من خلاله النفاذ بالرفض. أنت بحاجة لرجل حقيقي قدر الاستطاعة، وليس شخص يتم رفضه فينصرف بكل سهولة، وألا تلقي بنفسك في أحضان أي رجل يتقدم لخطبتك للنجاة من شرور والدك، هذه هي معادلتك الصعبة التي يتوجب علييك الانتباه لها، وبعد ذلك تتوكلين على الله، فهو بيده قلوب العباد ومنهم والدك، وهكذا نقابل "أقدارنا" بالصبر والرضى الذي يعني أن نفكر بعقولنا في حلول واقعية فيها نجاة حقيقية لنا، ففكري في ذلك كله، ولابأس من الاستعانة - في حال تأكدك من مشاعرك وموقفك وكذلك من يريد خطبتك – بأحد كبار العائلة ومشايخها للضغط على والدك واقناعه، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك