المشكلة: أنا شاب عمري 20 سنة ومشكلتي هي معاملة والدي السيئة، فهو يضربني ويشتمني بأقذع الألفاظ وأسوأها، وهو يفعل معي هذا منذ كنت صغيرًا، حتى أنني أصبحت "جبان"، نعم، أنا أخاف من كل شيء، من كل أحد، أخاف من الشغل، وأخاف من الذهاب إلى مكان لا أعرفه وحدي، أشعر أنني بلا شخصية. دخلت معهد التمريض رغمًا عني، ورسبت في العام الأول، وضربني والدي أمام العائلة كلها، وفي سنة الإعادة جاءه خطاب من المعهد بتغيبي يومين وكنت مريضًا ولم يصدقني، واتهمني أني "صايع" وسيء الخلق، وأنكر أني ابنه، واتهمني بالكفر، أنا حساس جدًا، وتعبت منه، ماذا أفعل؟
الحل: أهلًا بك عزيزي، لا أرى أنني بحاجة لمزيد مقدمات فما تعانيه يحتاج إلى صراحة واضحة بلا جدال ولا مداراة ولا مراوغة يا بهاء، أنت بحاجة إلى استنقاذ ما تبقى من "ذاتك"، أنت بحاجة إلى إسعاف عاجل. أنت بالغ راشد ولازلت تعامل على أنك "طفل" !! بل وطفل معذب، يتعرض لأبشع الاساءات، والصدمات، ومنذ زمن!! وحدك، سيكون من الصعب مساعدة نفسك على الخروج من هذا الثقب الأسود يا عزيزي، أنت بحاجة إلى مساعدة علاجية نفسية، تدعمك وتساندك، أنت بحاجة لإستعادة ذاتك وشخصيتك التي تم تشويهها، ورويدًا رويدًا مع هذا العلاج السلوكي والمعرفي وربما تحتاج إلى "ثيرابي جروب" جلسات علاج نفسي جماعي، بعدها تخطط للـ"استقلال" عن والدك المسيء إليك، لابد أن تبتعد وتنفصل وتستقل عن هذه البيئة المؤذية. نحن يا عزيزي لسنا مسئولين عن افعال غيرنا، ولا نستطيع اجبارهم على تغيير أفكارهم، ولا طباعهم، ولا تصرفاتهم، لكننا وحتمًا، وفرضًا، لابد أن نقوم بمسئوليتنا تجاه أنفسنا بحمايتها، ورعايتها، والحفاظ عليها. وأخيرًا، ستسأل يا عزيزي عن نفسك، لم تركتها لكل هذا العذاب وتلك الاساءة، اهرب من الأذى بنفسك، لنفسك، اهرب بها لمن يساعدك على تعافيها واستعادتها، واستعن بالله ولا تعجز.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك