المشكلة: أنا سيدة عمري 44 سنة مطلقة وأعاني من الوحدة، أولادي يعيشون مع والدهم للإنفاق عليهم، أقابلهم مرة في الأسبوع، ومشكلتي هي احتياجي لوجود شريك حياة ولكن أغلب من يتقدمون لي غير مناسبين، إما أشخاص يتعاملون معي على انني امرأة"كسر" وعلي أن أتنازل عن كل شيء فلا شبكة ولا مهر ولا بيت، أو أصغر مني يريدني تجربة عابرة أو رجل يريد التعدد في السر أو رجل مسن يريد الونس، وأنا حائرة، لا ينقصني شيء كأنثى لأرضى بشريك من هؤلاء غير مناسب، فهل أرضى من باب ضل راجل ولا ضل حيطة أم أنتظر وأظل هكذا محرومة من حياة مستقرة ومشبعة لاحتياجاتي العاطفية، أنا متألمة ولا أحد يشعر بي ، ولا أدري ماذا أفعل؟
الحل: إن قسوة ما تعانيه يا عزيزتي ليس بسبب الطلاق فحسب وإنما بسبب جهالة مجتمعاتنا التي نعيش فيها، التي تحاكم وتوصم ولا تبالي بالألم النفسي فضلًا عن السماح بالتعبير عنه. فمن حقك البوح عن ألمك بسبب فقد الحب في حياتك، والعاطفة، ووجود شريك حياة، ومن حقك الحصول على شخص لا يستغل وضعك الاجتماعي هذا، شخص يراك بالفعل ويقدرك. إن مأساة المطلقات غالبًا في مجتمعاتنا ومن تأخر بهن سن الزواج هو الصراع القائم بين اشباع الاحتياج وبين تقدير الذات ومنحها من يستحقها. وما يجعلنا لا نركع ونسجد أمام احتياجاتنا يا عزيزتي سواء كانت جنسية أو عاطفية أو اجتماعية هو أن نحترمها فلا نلهث نحن وراء الحب لأننا نصدق أننا نستحقه. بالطبع جميع من ذكرت شركاء غير مناسبين، غير محبين، لم يروك، هم يرون أنفسهم ومصالحهم التي ستتحقق من خلال الارتباط بك، وعندما رأوك لم يروا سوى أنك "المطلقة". كونك مطلقة ليس عيبا إنما العيب أن تري أنت نفسك "كسر" فترضين بضل راجل ولا ضل حيطة، "رجل والسلام". هذا الرضى لا ينم عن أي نضوج بلغتيه في الحياة، فالناضج لا يسعى للحصول على احتياجاته المشروعة بطرق تؤذيه ولا شك أن اختيار هذا أساسه سيكون مؤذيا. من لا يراك يا عزيزتي ويرى أنك"كسر" لن يشبع احتياجاتك، بل سيصبح كل شيء في حياتك كسر، الرجل المحب المسئول يا عزيزتي هو الذي لو فرضنا أن هناك كسر سيجبره ولن يستغله، لن يراه في الأصل بل سيراك أنت ويقدر وجودك ويكمله. من يرضى بالفتات أو أي شيء "والسلام" لن يشبع، لن يحقق استقرارا ولا ما كان يأمل من حياة طيبة. صدقي في نفسك واستحقاقها ألا ترضى بالفتات، وأنه يمكنك أن تفعلي الكثير في حياتك حتى يأتي- وإن تأخر- الشريك الحقيقي الذي يستحقك لا الذي يسحقك!.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك